الثلاثاء، 29 نوفمبر 2022

شرط المانع الأدبي


من المواضيع المتكررة القديمة الجديدة : قريبان ممن يتوفر لديهما شرط المانع الأدبي قاما بتحرير سند كتابي بالتزام ما ، هل يحق 
للمدين إثبات ما يخالفه بالبينة الشخصية ؟ 

شرط المانع الأدبي
شرط المانع الأدبي



و الجواب التلقائي و الجاهز و الخاطئ الذي لم و لن أقتنع به و لو أيدته بعض الاجتهادات هو بجواز ذلك بتعليل أن المانع الأدبي لا ينفيه تعامل واحد كتابي و لا بد من اعتياد التعامل بالكتابة!

و الرأي عندي بعدم جواز ذلك و التعليل من عدة وجوه : 

1 - المادة 55 بينات نصت صراحة على عدم جواز إثبات ما يخالف أو يجاوز ما اشتمل عليه دليل كتابي بالبينة الشخصية و لا اجتهاد في مورد النص .

2 – في حال عدم توفر أي أدبي مما نصت عليه المادة 57 بينات لا يجوز أصلاً إثبات الالتزام بالبينة الشخصية و لو لم يتوفر دليل كتابي يعارض ما يراد إثباته فلو قلنا إن المنع الذي نصت عليه المادة 55 لا يطبق عند المانع الأدبي معناه أنا جردناها من كل معنى و أثر و جعلناها لغواً لا طائل تحته و تحصيل حاصل و هذا مرفوض و الأصح أن يحمل معناها على الحالات التي كان يجوز فيها الإثبات بالبينة الشخصية لولا وجود الدليل الكتابي و المذكورة في المادتين 56 و 57 و منها وجود المانع الأدبي .

3 - هناك تعارض ظاهري بين المادتين 55 و 57 بينات ينبغي الترجيح بينهما ، المادة 57 أجازت الإثبات بالبينة الشخصية عند وجود المانع الأدبي و المادة 55 منعت الإثبات بالبينة الشخصية فيما يخالف أو يجاوز ما اشتمل عليه دليل كتابي و ينبغي معرفة أي منهما النص العام و أيهما الخاص ، المنطق القانوني يقتضي اعتبار المادة 55 هي النص الخاص الذي ينبغي ترجيحه للتعليل الذي قلته في البند السابق و هو أن المادة 55 لا يمكن أن تتعلق إلا بحالات جواز الإثبات بالشهادة و في الحالات الأخرى هذا المنع قائم بقوة المادة 54و ليس بحاجة لمادة أخرى تقرره .

4 - الأمر يتعلق بإثبات ما يخالف ما اشتمل عليه دليل كتابي أكثر من تعلقه بوجود أو عدم وجود المانع الأدبي ، ما يذهب إليه الزملاء من أن وجود المانع الأدبي يتطلب تكرار التعامل بالكتابة و لا يكفيه تعامل واحد يكون صحيحاً عندما يراد نفي المانع الأدبي بإبراز سند يتعلق بمعاملة أخرى تمت سابقاً غير التي يراد إثباتها لنفي المانع الأدبي و منع المدعي من إثبات دعواه بالبينة الشخصية أو نفيها فنقول عندئذٍ : معاملة واحدة لا تكفي لنفي وجود المانع الأدبي في التعامل بين الطرفين لكن هذا لا يشمل المعاملة نفسها التي أفرغت في دليل كتابي لأن الطرفين ارتضيا ذلك بخصوصها .

5 – إعطاء الحق للمدين بنفي الالتزام الثابت بالكتابة عن طريق البينة الشخصية يقتضي حسب المادة 58 إعطاء الطرف الآخر دحض مزاعم المدين و إثبات الالتزام الثابت أصلاً بالكتابة بالبينة الشخصية و هنا الشيء المضحك حيث ستغدو البينة الشخصية أقوى في الإثبات من الدليل الكتابي !!!! و هكذا نكون قد جردنا الدليل الكتابي من كل قيمة و أثر و تجاهلناه وجعلناه لغواً لا طائل تحته و هذا لا يجوز منطقياً و لا يجوز عملاً بالقاعدة الفقهية ( إعمال الكلام أولى من إهماله ) 

6 - أخيراً و ليس آخراً هناك اجتهادات ذهبت هذا المذهب و هو الصحيح في رأيي منها هذا الاجتهاد : (( بينات - بينة شخصية - مانع أدبي - عقد بين أقارب تنازل عن إثبات ببينة شخصية

بما أن القرابة بين الطرفين تعتبر مبدئيا مانعا أدبيا يجيز الإثبات بالبينة الشخصية إلا أنه لا يجوز اللجوء إلى هذه الوسيلة لإثبات ما يخالف الدليل الكتابي حتى ولو كان العقد مبرما بين الأقارب تأسيسا على أن هذا العقد وإن كان مبرما بين الأقارب غير أن المتعاقدين فيه قد رجحوا تأييده بالدليل الكتابي وأظهروا إرادتهم بهذا الشأن في اختيارهم تسجيل العقد في السجل العقاري بصورة رسمية وإن هذا الاختيار مما يحول دون قبول البينة الشخصية .

{ محامون 1997 - ق 24 مدنية } ))

0 التعليقات:

إرسال تعليق

محامي في جدة على استعداد لتقديم كافة الخدمات الشرعية والقانونية في مختلف القضايا على اختلاف تخصصاتها امام كافة المحاكام العاملة في السعودية والدوائر القضائية ذات الصلة .. فريق متخصص من اكفئ وافضل المحامين بانتظار استشاراتكم وتمثيلكم قانونيا بمختلف القضايا النظامية والشرعية والجنائية وكذلك التجارية وخدمات الموثق كما يمكنا افراز محامي في جدة دائم لشركاتكم لتقديم استشارات قانونية والازداء القانوني السليم ..
افضل محامي بجده. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Scroll To Top